نبذة
إشادة من البروفيسور مروان قصاب باشي أن شهر أيلول في الأكاديمية الصيفية في عمان شهر التحدي والغور في الذات، كما أنه شهر التميز والاستكشاف، وتجربة محمد الحواجري الفنية في عمان خير مثل على هذا اللقاء الفني وأهميته. لقد عمل الحواجري منذ الساعات الأولى في أيلول 1999 ليلاً ونهاراً بتعطش ووعي للاستفادة من تلك الفرصة النادرة، وفي تجربة مستمرة لاكتشاف ما يمكن في ذاته من ولع وإصرار داخلي في الرؤية الفردية للعلم واستنباطها ثم صياغتها مجدداً في رؤيا تربط الخاص بالعام والعام بالخاص في وحدة فنية مستقلة، وذلك عن طريق التجربة المتعددة والمستمرة ومع المعاناة اليومية وليس فقط عن طريق الفكر والحديث عن المقاصد والنظريات. خرج الحواجري بسرعة فائقة وذكاء من المضمون الوصفي الأدبي المطروح للوحة إلى مضمون حر يلتزم بأغراض اللوحة وأهدافها مع ما تملك نفسه من طموحات داخلية ورؤى. ظهر هذا واضحاً في معرض نهاية أيلول 1999 حيث ظهرت الخطوط الأولى لشخصيته الفنية، واهم ما في ذلك تحطيم الحواجز في سؤاله المستمر عن إمكانيات جديدة تخصه، وقد بدا ذلك واضحاً في وعيه الجديد لأمر الخط في الرسم، حيث أن الخط ليس وسيله للتخطيط، بقدر ما هو غاية بحد ذاته وتحديد للفسحة الفراغية والإشارات البنائية. ارتبطت مسيرة الخط لدى الحواجري بمسيرة اللون منذ الأيام الأولى، وإذا بدا الاندفاع واضحا عام 99 فان أيلول عام 2000 أكد هذا التميز والقدرة الفردية مع المنحنى الكبير في اللون واختياره على سطوح اللوحة في تعدد واجتهادات كثيرة ترتبط بذات الفنان وتبعث في عين الناظر القناعة والفرح. وأنا اشعر عندما أرى أعمال محمد الحواجري انه قد انحل بذاته مع اللون واتحد معه، وان الصورة صورته أكانت خطأً أم لوناً على طريق استقلالية تخص الفنان.
مروان قصاب باشي
برلين 2001